يعتبر الاحتواء العاطفي هو جزء أساسي من التطور النفسي والعاطفي للأطفال والرضع. حيث يتمثل في تلبية احتياجاتهم العاطفية وفهم مشاعرهم وتعزيز الشعور بالأمان والحب لديهم. ويساعد الاحتواء العاطفي في بناء أساس قوي لصحتهم النفسية وسلوكهم الاجتماعي مستقبلاً.
أهمية الاحتواء العاطفي:
تنمية الثقة والأمان: عندما يشعر الطفل بأن احتياجاته العاطفية تُلبى، فإنه يطور شعوراً بالأمان والثقة بالعالم من حوله.
تعزيز الترابط الأسري: الاحتواء يخلق علاقة قوية بين الطفل ووالديه، مما يعزز الشعور بالحب والانتماء.
تنظيم المشاعر: الأطفال الذين يحصلون على احتواء عاطفي يتعلمون كيفية التعرف على مشاعرهم والتعبير عنها بطريقة صحية.
تنمية المهارات الاجتماعية: يؤدي الاحتواء العاطفي إلى تحسين قدرة الطفل على التفاعل مع الآخرين بفعالية وبناء علاقات إيجابية.
تحقيق الاحتواء العاطفي عند الرضع
الاستجابة لاحتياجاتهم بسرعة: كإطعامهم أو حملهم عندما يبكون.
الاتصال الجسدي: مثل العناق، والتربيت على الظهر، وحملهم بطرق مريحة.
التواصل البصري: النظر إلى الرضيع والتفاعل مع تعابير وجهه.
الكلام بصوت هادئ ومطمئن: مثل التحدث أو الغناء للرضيع.
إظهار الحنان: من خلال الابتسامات والملاطفة.
تحقيق الاحتواء العاطفي عند الأطفال الأكبر سناً
الاستماع باهتمام: دع الطفل يعبر عن مشاعره دون مقاطعة أو حكم.
تفهم مشاعره: أخبره أنك تفهم شعوره وقدم الدعم.
التفاعل الإيجابي: امدح إنجازاته وشجعه عندما يشعر بالإحباط.
إعطاء الوقت والاهتمام: شاركه أنشطته المفضلة.
تعليمه التعبير عن المشاعر: ساعده في تسمية مشاعره، مثل “أنت غاضب” أو “أنت سعيد”.
مثال عن للاحتواء العاطفي للأطفال
إذا كان الطفل يشعر بالخوف من الذهاب للمدرسة، يمكن للأهل الاستماع إليه والتحدث معه عن مخاوفه، مع تقديم الطمأنينة والدعم او عند وقوع الطفل في نوبة غضب، بدلاً من الصراخ عليه أو معاقبته، يمكن للأهل أن يقولوا: “أفهم أنك غاضب الآن، دعنا نأخذ لحظة للهدوء ونتحدث عما حدث”.
ونقص الاحتواء العاطفي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الثقة بالنفس، يزيد من خطر ظهور اضطرابات عاطفية أو سلوكية، يؤثر على قدرة الطفل على بناء علاقات صحية في المستقبل وتذكر أن لا يعني تلبية كل طلبات الطفل، بل فهم مشاعره وتوجيهها وحافظ على هدوئك أثناء التعامل مع الطفل، خاصة أثناء نوبات الغضب، قدم نموذجاً للسلوك العاطفي الصحي، حيث يتعلم الأطفال من مراقبة الكبار.
الاحتواء العاطفي هو رحلة مستمرة تتطلب الصبر والالتزام، لكنها تؤتي ثمارها في بناء شخصية متزنة وسعيدة.