يعتبر الإدراك الحركي عند الأطفال والرضع هو القدرة على تنسيق حركات أجسامهم مع ما يرونه ويشعرون به من محيطهم. في البداية، يبدأ الرضع بتعلم كيفية تحريك أجسامهم بشكل بسيط مثل تحريك اليدين والرجلين، ومع مرور الوقت، يصبحون أكثر قدرة على التحكم في حركاتهم. يعتمد هذا الإدراك على تفاعل الحواس مثل البصر واللمس مع حركة الجسم، مما يساعدهم على التعرف على البيئة من حولهم والتفاعل معها بشكل أفضل.

يبدأ هذا الإدراك في مراحل مبكرة من الحياة، حيث يتعلمون كيفية تفاعل أجسامهم مع بيئتهم. في البداية، يركز الرضع على اكتساب الوعي الجسدي الأساسي مثل تحريك الرأس والجلوس، بينما يتطور لدى الأطفال الأكبر سنًا القدرة على تنسيق حركاتهم بشكل أكثر دقة، مثل الإمساك بالأشياء، والجري، والقفز. يتطلب هذا الإدراك تفاعلًا بين الحواس مثل البصر، والسمع، واللمس، والجهاز العصبي، مما يساعد الطفل على بناء أسس لإداء حركي معقد في المستقبل.

وتعتبر هذه المهارات أساسية لنمو الطفل الجسدي والعقلي، حيث تساهم في تعزيز التوازن، والتنسيق بين اليد والعين، وتحسين مهارات التواصل الاجتماعي والتعلم الأكاديمي.

ومن مراحل تطور الادراك الحركي

 (الرضع):

في الأشهر الأولى من الحياة، يبدأ الرضيع في تطوير الوعي بجسمه وحركاته. ويبدأ في تعلم التوازن والتحكم في الرأس والجلوس والزحف. هذه الأنشطة الأساسية تمهد لتطوير الإدراك الحركي لاحقًا.

 (من 2 إلى 4 سنوات):

في هذه المرحلة، يبدأ الطفل في تحسين التنسيق بين حركات اليد والعين، مثل الإمساك بالأشياء أو رمي الكرة. يبدأ الطفل في التفاعل مع بيئته بشكل أكبر من خلال الأنشطة البدنية مثل الركض أو القفز.

 (من 5 إلى 7 سنوات):

يصبح الطفل أكثر دقة في التحكم في حركاته. يبدأ في تنسيق الحركات المعقدة مثل اللعب بالألعاب الرياضية البسيطة مثل كرة القدم أو السباحة. تكون المهارات الحركية أكثر تنوعًا في هذه المرحلة، ويبدأ الطفل في تنفيذ حركات أكثر دقة وسرعة.

 

العوامل المؤثرة في الادراك الحركي:

هناك العديد من العوامل التي تؤثر في الإدراك الحركي عند الأطفال، وهي تشمل:

النمو الجسدي:

التطور البدني للطفل، مثل تقوية العضلات وتحسين التوازن، يؤثر بشكل كبير على قدرته في التنسيق الحركي والتحكم في حركاته.

التجربة البيئية:

التعرض للبيئة المحيطة والأنشطة الحركية مثل اللعب والرياضة يساعد الأطفال على تحسين إدراكهم الحركي. كلما كانت البيئة غنية بالأنشطة الحركية، زادت فرص تطوير هذه المهارات.

الوراثة:

بعض القدرات الحركية تتأثر بالجينات، حيث يولد بعض الأطفال بقدرة أكبر على التنسيق الحركي مقارنة بآخرين.

 التغذية:

التغذية السليمة مهمة لتطوير الجهاز العصبي والعضلات، مما يساهم في تحسين الإدراك الحركي. نقص العناصر الغذائية الأساسية قد يؤدي إلى تأخر في تطوير المهارات الحركية.

التفاعل الاجتماعي:

التفاعل مع الأقران والمحيط الاجتماعي يعزز من تطوير المهارات الحركية من خلال الأنشطة المشتركة مثل الألعاب الجماعية التي تتطلب التنسيق الحركي.

العوامل النفسية والعاطفية:

المشاعر مثل الثقة بالنفس والانخراط العاطفي تؤثر بشكل كبير على قدرة الطفل على تعلم الحركات والتحكم بها. القلق أو الخوف يمكن أن يعيق التطور الحركي.

التكنولوجيا والتعرض للأجهزة الإلكترونية:

زيادة استخدام الأجهزة الإلكترونية قد يؤثر سلبًا على تطوير المهارات الحركية الدقيقة، حيث يقتصر النشاط البدني للأطفال على أنشطة محدودة.

التعليم والتوجيه:

دور الوالدين ومقدمي الرعاية والمعلمين في توجيه الأطفال وتقديم الأنشطة المناسبة لتطوير الإدراك الحركي له تأثير كبير على تنمية هذه المهارات.

أمثلة على انشطه لتعزيز الادراك الحركي

  تمارين التوازن البسيطة:

مثل الوقوف على قدم واحدة أو المشي على خط مستقيم.

ألعاب الكرة:

مثل رمي الكرة والتقاطها، أو ركل الكرة نحو هدف معين.

 القفز والجري

الأنشطة التي تتضمن القفز من مكان إلى آخر أو الجري في مسارات محددة

 الأنشطة الرياضية البسيطة:

مثل كرة القدم أو كرة السلة للأطفال، التي تشجع على الحركة السريعة والتفاعل مع الآخرين

الرقص

يشجع الرقص على تحسين التنسيق بين حركات الجسم والإيقاع، كما يساعد على تطوير مرونة الجسم وتعزيز الثقة بالنفس.

: اللعب بالألعاب التي تتطلب الحركات الدقيقة

مثل بناء الأبراج باستخدام المكعبات أو اللعب بالعجين

: الألعاب التفاعلية

مثل ألعاب الاختباء والبحث أو اللعب بأنشطة تتطلب الحركة في الاتجاهات المختلفة

أنشطة في الهواء الطلق:

مثل اللعب في الحدائق أو التنقل عبر المسارات المختلفة

 أنشطة مائية:

مثل السباحة أو اللعب في المياه

الأنشطة الفنية:

مثل التلوين أو الرسم

من خلال هذه الأنشطة، يمكن للأطفال تطوير الإدراك الحركي بشكل تدريجي، مما يعزز قدرتهم على التفاعل مع بيئتهم ويزيد من مهاراتهم الاجتماعية والتعلمية.